هكذا هي وتيرة الحياة فرح وحزن أمل وألم ابتسامة ودموع
دع المقادير تجري في أعنتها .. ولاتنامن إلا خـــــالي البال
مابين غمضة عين وانتباهتها .. يغير الله من حال إلى حال
فكل منا لا تخلو حياته من عقبات وأعباء ينتج عنها طريقاً مهدداً لتلك الهموم لتلج إلى أعماق كل إنسان فيبحث عن واحة السعادة ومناخ الاستقرار وأجواء مفعمة بالأمل..
والحقيقة أنه بقليل من التخطيط - يسبقه العودة الصادقة إلى الله وطلبه - يستطيع كل منا أن يتخطى جميع العوائق التي تحول بينه وبين لحظات الصفاء..
وفي دراسة طبية صدرت مؤخراً , حددت الخطوات التي تنقل كل باحثٍ إلى السعادة..
أولا ً: قليل من التنظيم يريح الأعصاب..
لابد أن ننظم حياتنا لنتخلص من التوتر والقلق فنحدد أوقات النوم , والعمل , والطعام , والنزهه , والقراءة , ومناقشة أمور المعيشة.
أما الفوضى فهي تشد قلوبنا إلى الهم .
ثانياً:الحياة لا تستحق الحزن الكبير..
فلو سارت الأمور إلى منحى لا تحبه فتذكر أن التألم لا يمحو الماضي وأن البكاء لا يرد الغائب وأنه أجدى بالمرء أن يختصر متاعبه بمجابهة الواقع , والاستعداد لقبوله وتسليم الأمر لله ثم الله ثم الله.
لا الأمر أمري ولا التدبير تدبيري .... ولا الشوؤن التي تجري بتقديري
لي خالق رازق ماشاء يفعل بي ..... أحاط بي علماً من قبل تصويري
ثالثاً:عالج مكبوتات النفس..
ففي الإنسان حاجات لابد من الالتفات إليها , وصرف الوقت والمال والتفكير لمعالجتها فالإنسان لا يستغني بأية حال عن الاقتران بزوجة يخلص لها الود وينشر عليها أجنحة الحب والحنان.
والإنسان الذي يراقب نظرات الناس له ويتفاعل معها سلباً وإيجاباً لن يتذوق طعم السعادة وقد تخيل الناس كلهم أعداء له ز لذا فمن المصلحة أن يانا استاهل الطردب احترام الآخرين , وقديماً قال الحكماء : " تناسى مساوئ الآخرين يدم لك ودهم".
رابعاً : أغلق ملفات المشاكل بشكل سريع.
فلا تظن أن تناسي المشاكل سيقضي عليها , فهي لا تموت إلا إذا ألقيت بتهور الصغار وحماسة الشباب من وراء ظهرك وصببت على نيران الخلافات ماء الحكمة
خامساً: حياتك من صنع أفكارك.
هذه الدنيا كالإناء الزجاجي , والإنسان يانا استاهل الطردبها لونها البهيج أو المقبض , فإذا استسلم المرء للكآبه , واستعرض الذكريات القاتمة فهيهات أن يلتقي مع السعادة في طريق .
وقد قال الإمام أحمد -رحمه الله- " العافية عشرة أجزاء كلها في التغافل"
وقال الحكماء قديماً:" وجدنا أكثر أمور الدنيا لا تجوز إلا بالتغافل فالبعض يظلم نفسه عندما لا يبصر الإ ظلام ظلام الحياة وينشغل بتصنيف الآخرين من الأقارب والأصدقاء ويرسل التنهدات واحدة تلو الأخرى فيغرد خارج السرب.
يقول الشيخ / عايض القرني!!
لاتحزن .. وعش واقعك , ولا تسرح مع الخيال ...
واقبل دنياك كما هي .. فسوف لا يصفو لك فيها أمر , لأن الصفو والكمال والتمام ليس من شأنها ولا من صفاتها ..
من ذا الذي نال في دنياه غايته؟؟!! وعاش فيها ناعم البال؟!
وتذكر أنه إذا أشتد الحبل أنقطع , وإذا أظلم الليل أنقشع , وإذا ضاق الأمر أتسع , ولن يغلب عسر يسرين..
دع المقادير تجري في أعنتها .. ولاتنامن إلا خالي البال ..
مابين غمضة عين وانتباهتها.. يغير الله من حال إلى حال ..
ولاتنسى أنك في نعم عظيمة وأفضال جسيمية ولكنك لا تدري , تعيش مهموماً حزيناً تتفكر في المفقود ولا تشكر الموجود!!
فاطمأن , وأهدأ وتفاءل وابشر واجعل شعارك في هذه الحياة {لا تحزن إن الله معنا}
همسااااااات إليكم........
سحابة أضلتكم .. فجعلتكم مابين الهم والحزن تعيشون .. جعلتم الأنين نفَسَكم والألم والوجع نبضهم ..
أنا أعلم بكم ..
قد أصبح في وجوههكم الأرق والكدر ولمحت في أعينكم الكآبه والترح..
أعلمواأحبتي أنها هذه وتيرة الحياة:
فلا يصيب المؤمن من هم ولا غم حتى الشوكة يشاكيها إلا كفر الله بها خطاياه.
فالأمراض والأحزان والهموم والمصائب كلها كفارات للذنوب والخطايا التي بدرت من العبد, فإذا صبر المرء على هذه المحن واحتسب ورضي أو شكر فإنه يتحول إلى عمل صالح يؤجر عليه.
..
وأخيراً...
لا تقل يارب همي كبير بل قل ياهم ربي كبير..
رعاكم الله ووفقكم وفرج جميع كروبكم............